الأحد، 6 مارس 2016

التقدم التكنولوجي في العصر الحديث
لا شك أن تأثيرَ أي شيء في الحياة ينقسم إلى شقين؛ إيجابي وسلبي، ومن المؤكدِ أن نتيجة استخدام هذا الشيء يعودُ على الشخص نفسِه بما يتجاوب معه، فإذا استخدَمه بطريقة صحيحة، انعكست النتيجةُ عليه بطريقة إيجابية، والعكس.
 
ومن أهمِّ القضايا الاجتماعية التي أثارت اختلافًا كبيرًا في الآونة الأخيرة: التكنولوجيا الحضارية ووسائل الاتصال الحديثة؛ حيث إنها أحدَثَتْ طفرةً حضارية في شتى المجالات في العصر الحديث، وكغيرِها من الوسائل الحديثة التي استُخدمت بطريقةٍ خاطئة في بعض الأحيان، ولكن بالرغم من قيام بعض الأشخاص بتشويه الصورة الصحيحة للتكنولوجيا وأهميتها، فإنها ما زالت تحافظُ على بعض المزايا التي أحدثَتْها في العصر الحديث، والتي لا يستطيعُ أحدٌ أن ينكرَها على الإطلاق.
 





أثر التكنولوجيا الإيجابي على الفرد والمجتمع:
من جانبه يؤكِّد الدكتور أحمد الأمير أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة عين شمس، أن التكنولوجيا أصبحت هامة جدًّا في حياة الفرد؛ حيث إنه لا يستطيعُ الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال، ومنها الإيجابي والسلبي؛ فهي تعتبر سلاحًا ذا حدَّين، تعُود إلى استخدام الشخص نفسه لها، ولكن في الآونة الأخيرة ومع انتشار وسائل الاتصال الحديثة بشكل فظٍّ - حاوَل البعض استخدام تلك الوسائل بطريقة غير سليمة، وبالتالي عادت عليهم بنتيجة سلبية عكسية على حياتهم، مُشيرًا إلى أن وسائل الاتصال الرقمية المتطورة لها إيجابيات متعددة؛ فهي تعتبر التطور الطبيعي والحضاري في كل المجالات الموجودة حاليًّا، حتى ولو أصبح لها سلبياتها، ولكن تظل إيجابياتُها أكثر وأهمَّ من سلبياتها.
 
وأضاف الأمير: فالتكنولوجيا ساعدت على توسيع إدراك الشخص المستخدم لها، وتطوير ثقافته، وجعلت منه متابعًا جيدًا للأحداث في كل أنحاء العالم بلا قيد أو عذر يحُول بينه وبين ما يحدُث خارج النطاق الذي يعيش فيه، كما أن لديها القدرةَ على تقريب المسافات بين الأشخاص، خصوصًا الطلبة الذين يدرسون خارج أوطانهم، فمكَّنتهم من التحدث إلى عائلاتهم وأصدقائهم يوميًّا، وإرسال رسائلهم عبر وسائل الاتصال الحديثة المختلفة، كما أنها مكَّنت الأشخاص من التواصل مع العلماء والمشايخ بشكل أسرع وأفضل عبر المواقع الخاصة لهؤلاء العلماء وإمكانية التواصل معهم شخصيًّا عبر البريد الإلكتروني.
 
وتابع أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة عين شمس: أن الوسائلَ الاتصالية الحديثة قرَّبت من وجهات النظر وآراء الأشخاص؛ وذلك من خلال التواصل المجتمعي وتبادل الأفكار، مما ساعَد على التعرف على نظريات الآخرين، وطريقة تفكيرهم، وكيفية التعامل معهم، بالإضافة إلى التعلُّم من مشكلاتهم العصرية، ومعرفة الحلول لتلك المشكلات، فضلاً عن أهمية التكنولوجيا الحديثة في تطوير الذات بجميع جوانبها، وذلك من خلال تعلُّم برامج مفيدة، ومعرفة بعض اللغات الإضافية، سواء العالمية أو المحلية.
 
تنظيم الوقت:
وفي السياق نفسه يرى الدكتور أسامة يس، أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان، أن التكنولوجيا لها فوائدُ عظيمة لا يمكن إنكارُها في الواقع، من أهمها: توفير أسلوب راقٍ ومتحضر بين الأشخاص، مما ساعَد على التغلب على الحياة الطبيعية للفرد، كما أنها أفادت المجتمعَ والفرد على مدار العصور الحديثة؛ وذلك من خلال رفع مستوى معيشة الأفراد من خلال استخدام التكنولوجيا في الحياة العامة، بالإضافة إلى الفطرة الإنتاجية الحديثة، وتوفير الخدمات الحياتية التي لا يمكنُ الاستغناءُ عنها.
 
وأضاف يس: أن وسائلَ الاتصال الحديثة أثَّرت في مجالات عديدة، فأحدثت طفرةً في الاقتصاد والطب بجميع جوانبه، والتعليم، وغيرها من جميع المجالات التي تأثرت بالتكنولوجيا، مُشددًا على أهميه الاستخدام العادل للتكنولوجيا يوميًّا، وذلك من خلال تخصيصِ وقتٍ محدد لاستخدامِ تلك الأدوات الحديثة حتى لا تعودَ على الإنسان بالسلب، ولكي يوازن بين المجتمع الحقيقي والافتراضي، وأنه يجبُ ألا يختلط الواقعُ بالخيال في استخدام التكنولوجيا، وألا يصلَ إلى حدِّ الإفراط في الاستخدام، مما يعود على الإنسان بالسلب.
 
وأكد أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان على أنه لا يختلف اثنانِ عاقلانِ على فضل التكنولوجيا على العالم أجمع؛ فقد حولتِ العالم إلى قرية صغيرة جدًّا، وأصبح التواصلُ عبرها أسهلَ من السابق.
 
أثر التكنولوجيا الإيجابي على البيئة:
لا شك أن الآثارَ الإيجابية على البيئة عديدة جدًّا ولا تحصى، خاصة في الآونة الأخيرة، فكما أثَّرت التكنولوجيا على الفرد والمجتمع، أثَّرت أيضًا على البيئة ككل، وفي هذا الصدد يؤكد الدكتور أحمد سليمان، الأستاذ بكلية العلوم في جامعة المنصورة، أن التكنولوجيا الحديثة لم تُحدِثْ تغييرًا على مستوى المجتمع والفرد فقط، ولكن أحدثت تغييرًا جذريًّا في البيئة، فهناك أمثلةٌ كثيرة تؤكد حدوث طفرة بيئية في عصر التكنولوجيا الحديثة؛ فقد تم الكشفُ عن مصادر جديدة للطاقة بخلاف المصادر التقليدية القديمة التي كانت تعتمد على الفحم والبترول والغاز وغيرها، بل أصبح هناك مصادر جديدة؛ كالطاقة الشمسية، وإنتاج الغاز من مخلفات الحيوانات والقمامة، وغيرها، مما ساعد على حدوث طفرة في الطاقة، مع تقليل الأخطار على البيئة، والاهتمام بصحة الإنسان في المقام الأول.
 
وأضاف سليمان، في العصور القديمة كان الإنسان يعتمد على عضلاته في القيام بالأعمال الشاقة، بل كان لا يعرفُ غيرها، وتطوَّر الأمرُ ليستخدم بعض الحيوانات للقيام بهذه الأعمال بدلاً منه، ولكن بعد تطور الأمر وظهور الطفرة التكنولوجية الحديثة، أصبح اعتماد الإنسان الأول والأخير على مصادرِ الطاقة الحديثة، بل تمكَّن من استغلالها بطريقة صحيحة، فقام باستخدام طاقة الرياح في تحريك السفن، كما استخدم الفحمَ كمصدر رئيسي للطاقة، وغيرها؛ كالبترول والبخار كمصادر أساسية للطاقة في العصر الحديث.
 
وأشار الأستاذ بكلية العلوم جامعة المنصورة، إلى أن تقدم التكنولوجيا زاد من تقدم الصناعة بصورة كبيرة، مما ساعَد على النمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، مستنكرًا من أن الزيادة الهائلة في تقدُّم الصناعة ترجِعُ إلى زيادة عدد السكان في العصر الحديث؛ فمن خلال الدراسات والأرقام في هذا الصدد تأكد أن حدوث الطفرة في الإنتاج هي سببُ تقدُّم التكنولوجيا، ليس بسبب زيادة عدد السكان.

التطور التكنولوجي وأثره على الانسان

ونجد أن مفهوم التكنولوجيا من الناحية الفنية : عبارة عن التطبيق العلمي للاكتشافات والاختراعات العلمية المختلفة التي يتم التوصل إليها من خلال البحث العلمي . 


بعد التطور الهائل الذي شهده العالم في أواخر القرن المنصرم في مجال 
تكنولوجيا المعلومات والتطور الهائل الذي شهده في شتى المجالات من وسائل 
اتصال الى سرعة تداول المعلومات وتبادلها بين مختلف انحاء العالم أصبحت 
التساؤلات تدور حول ما قد صاحب هذه الثورة الهائلة من جوانب قد تكون ذات 
آثار سلبية على الانسان الذي هو محور كل عملية تقدم ورخاء.
ولا بد لنا قبل الحديث عن هذا الموضوع من التعريج قليلا على تعريف ولو بسيط لتكنولوجيا المعلومات
ما هي تكنولوجيا المعلومات ؟ 
تكنولوجيا المعلومات هي التكنولوجيا(التقانة ) التي تربط الكومبيوترات بروابط اتصالات سريعة تمكنها من نقل 
الصوت و الصورة و البيانات.
ما هو تأثير تكنولوجيا المعلومات على حياتك ؟ 
تأثيرها في كونك يجب ان تعتاد على 1- السرعة في تطور التكنولوجيا
2- الحاجة الدائمة و المستمرة للتعلم 
3- التفاعل مع اشخاص من مجتمعات اخرى 
4-التفريق بين الكم الهائل من المعلومات الصحيحة و الخاطئة التي تقرؤها
من الانترنت مثلا
تكنولوجيا الاتصالات : تتألف من اجهزة كهرطيسية (كهرومغناطيسية) و نظام اتصال عبر المسافات البعيدة
ما هو الكومبيوتر ؟ 
آلة قابلة للبرمجة , متعددة الاستخدامات تقبل البيانات (الحقائق العامة المكتوبة او الصور الخ )
و تعالجها فتتحول الى معلومات يمكن استخدامها من قبل الانسان في اغراض عدة .
اهميتها : سرعة الحسابات و بالتالي زيادة الانتاج
وبعد هذه العجالة من التعساؤلات والتعريفات المبسطة ينبغي لنا أن نعرف 
تماما بأن الحاسوب ليس الانسان وبالتالي لا ينبغي لنا ان نتعامل معهما كذات
الشخص
ولا بد لنا من الاعتراف الى بعض الجوانب السيئة على الانسان و التي رافقت 
هذا التطور التكنولوجي فمثلا تم الاستغناء عن العنصر البشري مقابل اللآلة 
الصماء واختفت بعض من المهن كما قال بعض الظرفاء لم يعد ساعي البريد يطرق 
بابي
وكذلك فان انزواء الانسان امام شاشة جهازة بحثا وكتابة وتمحيصا قد أثر على 
تواصله الاجتماعي وانماطه الغذائية فهو لم يعد يلتق الاصحاب في نزهات طويلة
أو جلسات حميمة الا نادرا ويكتسب المزيد من الليبرات في وزنه نتيجة لتناول
المزيد من الأغذية السريعة لضيق وقته.
قد لا أكون مغاليا اذا قلت بأن الانسان قد خسر كثيرا من انسانيته وحريته في
عصر التقانة(التكنولوجيا) وهذا لا ينكر حقيقة الفوائد الجمة التي جناها من
التطور ولكن لعل هذه المساوىء التي ذكرت تكون بعضا من ضريبة التطور أو 
الفرصة البديلة الباهظة الثمن._
قبل التعرض لهذا الموضوع يجب فى البداية تعريف التكنولوجيا ومن أكثر التعاريف شيوعاً أن التكنولوجيا: هي معرفة الوسيلة في حين أن العلم هو معرفة العلة. 
أما مفهوم التكنولوجيا من الناحيةالأقتصادية : عبارة عن تطوير العملية الإنتاجية والأساليب المستخدمة فيها بما يحقق خفض تكاليف الإنتاج أو تطوير الأسلوب.
ونجد إن التكنولوجيا تتطور بشكل سريع جداً فلا يكاد يمر يوم إلا ونشاهد فيها أبداعاً جديداً , فقد أصبحت التكنولوجيا مرتبطةً مع معظم مجالات الحياة من مفكرة الجيب الى الأقمار الصناعية ، ولاشك أنها ستصبح أساساً ترتكز عليها حضارة المستقبل. فمن أهم المجالات التى ستحظى بأهتمام كبير فى المستقبل مجال الذكاء الإصطناعى ، و كذلك مجال الكمبيوتر و شبكة الإنترنت فهناك الان مايسمى ( بالمنزل الذكي ) حيث أن كل الأجهزة والأدوات فى هذا المنزل تستطيع الأستجابة الى حاسوب متصل بها عن طريق شبكة الإنترنت قد يكون هذا الحاسوب على شكل هاتف محمول أو حتى على شكل ساعة يد . وبعد أن صار الهاتف النقال والكومبيوتر الشخصي متداولين بشكل واسع بين الناس، فأن الأكاديميون والخبراء اليابانيون يتوقعون أن كائنًا جديدًا سيأخذ مكانهما , ويشيع شراؤه في مجتمع القرن الحادي والعشرين خلال الـ 15 عام قادمة وهو” الروبوت”.
حظي موضوع العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا بالاهتمام منذ بدايات القرن العشرين،خاصة من قبل الكثير من الأكاديميين. وقد أصبح معظم الناس يعتبرالتكنولوجيا مجرد عامل تأثير خارجي، وقد استعملوها جميعا كسيارات وطائرات وحواسب وهواتف نقالة فالتكنولوجيا التي كنا نشكلها دائما، صارت تشكّلنا! لذلك يجب أن نوجه انتباهنا لكيفية استعمالنا للتكنولوجيا، حتى نحصل منها على ما نريد، بدلاً من أن ترسخ هي فينا ما لا نريد. وأن نضعف الفكرة السائدة التي تقول بأننا “يجب ألا نقلق كثيرا بخصوص أثر التكنولوجيا؛ لأنها ليست أكثر من أداة”، فالواقع يرينا أن التكنولوجيا صارت كيانا مؤثرا في حد ذاته. إذن يمكن القول أن التكنولوجيا وتطورها يعتبر سلاحاّ ذو حدين , فأنه ليس بالضرورة أن الاعتماد الشديد على التكنولوجيا أمر ينذر بالخطرفقد أثبتت الروبوتات أهميتها بصورة خاصة في بيوت رعاية المسنين في اليابان، فقد كان هذا حلا أفضل من استدعاء أجانب للخدمة في هذه البيوت, فالروبوتات تقوم بكفاءة بتسجيل مواعيد تناول الدواء، وكذلك قياس الضغط ودرجة الحرارة وما شابه. وهي مهيأة أيضا للقيام ببعض الأدوار الإدارية , لكن علينا ان نحدد اي المهام يستطيع البشر أن يقوموا بها بصورة أفضل، وأيها يحسُن أن تقوم به الآلة. فإذا تحدثنا عن التدريب مثلا، فإن الآلة تفوق البشر في بعض الأنشطة التدريبية مثل تقديم المعلومات، ولكن من جهة أخرى، فإن البشر أفضل في الإرشاد والتوجيه والتشجيع وبناء العلاقات. أما مسألة خطورة الاعتماد الواسع على التكنولوجيا فهي تردنا إلى التأكيد على أهمية تحديد ما يصلح من مهام للبشر وما يصلح للآلة، وأن نتأكد قبل أن نعمم أي تكنولوجيا جديدة أنها لن تمحو أو تطغى على العنصر الإنساني في أنفسنا.